ذات صباح استفاق الإمبراطور الروماني كاليغولا (غايوس قيصر)، الشهير بأفكاره الغريبة والعبثية، فقرر أن يعين حصانه المفضل “إنسيتاتوس” قنصلا للإمبراطورية. أما في فاس، حيث التاريخ يمتد عميقا في جذور الحضارة، استيقظ المرينيون، وأتحدث هنا عن سكان حي، ليجدوا أن شارع “يوسف بن تاشفين” قد يتحول ترميزه ليحمل اسم والد مسؤول بالمقاطعة.
بداية قصة “المرضي” تبدو كأنها مشهد من مسرحية كوميدية لعادل إمام. يجتمع المجلس ليقرر أن يوسف بن تاشفين، القائد العسكري المؤسس لدولة المرابطين، لم يعد يستحق أن يكون له شارع باسمه. لماذا كل هذا؟ لأن والد “المرضي”، الذي لا نعرف عنه شيئا، أكثر أهمية من القائد المغربي، والعهدة على بلاغ للمعارضة.
بدلا من التركيز على تحسين الخدمات التي تتدهور يوما بعد يوم في العاصمة الروحية، يفضل المجلس أن ينغمس في لعبة الأسماء والمجاملات العائلية. وبدلا من مواجهة المشاكل الفعلية التي تؤرق حياة الناس اليومية، يختارون تغيير ترميز شارع بقرار سريالي، بعيد كل البعد عن الجدية المبحوث عنها في قرارات المسؤولين.
وااا المرضي، واش حنا ففاس التاريخية ولا في إحدى نوبات وحماقات كاليغولا؟ من الذي يمنح الحق لمثل هؤلاء للعب بذاكرة المدينة؟ فبدلا من ترك بصمة إيجابية على واقع السكان، يتركون لنا إرثا من العبث.
في النهاية، يبدو أن ساكنة المرينيين مطالبة بالتعايش مع هذا الواقع الكوميدي، ومع قرارات مرضي الواليدين، دون التأفف عليه.. فمن يدري، ربما يكون الشارع القادم باسم والدته..
سير الله يرضي عليك..