[email protected]
أفاز المنتخب الوطني بكأس إفريقيا أو بكأس العالم أو حتى بكأس المجرة، الذي هو في حوزة فريق برشلونة (بكل تواضع)، فالوطنية الحقة لا توجد في كرة “منفوخة بالبرد”، هذا ما يجب أن يقتنع به من يحملون الرايات في المناسبات الرياضية فقط، وأولائك الذين يصدرون قطعا موسيقية رديئة كلما شارك المنتخب الوطني في محفل رياضي، كما يجب أن تقتنع بذلك شركات الإشهار التي تصور لنا منتخبا لا يعرف كيف يلعب الكرة كأنه مشكل من 11 ميسي.
يجب أن يعلم الفايسبوكيون، ممن يقولون “الله يلعن بوها بلاد” بعد خسارة أو تعادل أو إقصاء، أن التامغرابيت لا تنتظر رياضة لتضعها في قلوبنا وعقولنا. التامغرابيت فينا منذ قرون حملها أجدادنا في بندقياتهم وعلى صهوة جيادهم وفي مغارات جبال الريف وفوق رمال الصحراء.
ويجب أن يعرف من يجلس في المقهى ويسب البلاد والعباد بعد إخفاق رياضي أن المغرب باق بكرة القدم أو من غيرها، ورايته مرفوعة. وأن التامغرابيت هي أن يكون كل واحد منا مفيد لهذا الوطن من مكانه، كان موظفا أو إعلاميا أو عامل نظافة أو وزيرا أو عشرينيا أو أمنيا أو كسال في الحمام، وليس من مكانه في مقهى حقيرة.
لا أقدم دروسا في الوطنية، أريد فقط أن أذكركم أن الوطن أكبر من تسعين دقيقة، فمقابلتنا مع هذه البلاد انطلقت منذ قرون، ومباراتنا مع الجهل والتخلف والفساد والوطنية ديال بلعاني لن تنتهي بصافرة حكم.
إوا خرجو من حالة الشرود، راكم طولتو فيها بزاف.
