أبرز نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن حكام الجزائر عوض الانكبابِ على معالجة القضايا والمشاكل الداخلية للشعب الجزائري يحلقون يتعنت في عالَمٍ آخر من الأوهام بمعاداة المغرب.
وفي التقرير السياسي الذي تقدم به خلال انعقاد أشغال اللجنة المركزية للحزب، يم أمس الأحد (22 دجنبر) شدد بنعبد الله على أنه “في مقابل المشروعية القانونية والحقائق التاريخية؛ وفي مقابِلِ سياسة اليد الممدودة مِن بلادنا تُجَاهَ الجارَةِ الشقيقة الجزائر، يُصِرُّ حُكَّامُ هذه الأخيرة على التحليقِ المتعنِّتِ في عالَمٍ آخر من الأوهام، وعلى مُعاكَسَة إرادة شعوبِ المغرب الكبير في البناء المشترك، وعلى مُعاداةِ كلِّ ما هو مغربي، وعلى الاستفزاز وحِياكَة المؤامرات والمناورات ضد بلادنا ومصالحها، وعلى بثِّ سُمومِ كراهيةِ المغرب وشعبِهِ ومؤسساته في الوجدان العام للشعب الجزائري”.
وأكد زعيم حزب “الكتاب”، أن “كل هذا يُقْدِمُونَ عليه بحُمْقٍ ورُعُونَة، ويُنفِقون عليه، بِطَيْشٍ وسَخاء، عوض الانكبابِ على معالجة القضايا والمشاكل الداخلية للشعب الجزائري الشقيق”.
وقال بنعبد الله، إن “قضيتنا الأولى، على المستوى الوطني، تظلُّ هي قضيةُ الصحراءِ المغربية، التي هي مسألةُ تحرِّرٍ وطنيٍّ عادلة، تحظى بإجماعٍ راسخ لكلِّ مكوناتِ الشعب المغربي، ولا تَقْبَلُ أيَّ جِدالٍ أو تنازُلٍ أو مساومة أو تهاوُن”.
هذا وعبر نبيل بنعبد الله، عن اعتزازه لـ”لمكتسباتِ التي تُواصِلُ ديبلوماسيتُنا، الحازمةُ والاستباقية، بقيادة جلالة الملك، حَصدَها على دربِ الطَّيِّ النهائي للنزاع المفتعل والمزمِن حول صحرائنا المغربية، سواءٌ من خلال الاعترافات الوازنة بسيادة المغرب على صحرائه؛ أو من خلال الإقراراتِ المكثفة بوجاهة ومصداقية مقترح الحكم الذاتي كحلٍّ وحيد لهذا المشكل الذي تمَّ افتعالُهُ في سياقاتٍ مُتجاوَزَة أيامَ الحربِ الباردة، منذ زُهَاءِ نصفِ قرن؛ أو كذلك من خلال سحبِ عددٍ من الدول لاعترافِها بجمهورية الوهمِ المزعومة”.
وأبرز الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أنه “من المؤكَّد أنَّ مسارَ قضيةِ وحدتنا الترابية، على الساحة الأممية، يَشهدُ تحولاتٍ إيجابية كبيرة، طبعاً من خلال موقف أمريكا ذاتِ الوزن الدولي المؤثِّر، لكن بالخصوص من خلال موقف إسبانيا، ثم موقف فرنسا، بالنظر إلى وزنهما الدولي أيضاً، وإلى ارتباطاتهما التاريخية بالمنطقة ومعرفتهما الدقيقة بأصل وحيثيات وخلفيات ومساراتِ هذا النزاع المفتعل”.
أمام هذه التصرفات، فإنَّ بلادَنا ستُواصل تَوطيدَ مكانتها والارتقاءَ بمكتسباتها، على كافة الواجهات والأصعدة، أمميا وإقليميا، وكذلك قارياًّ من خلال التوجُّه الإفريقي البارز والرائد لبلادنا.