• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 26 يناير 2017 على الساعة 10:15

بلاغ تضامن مع نواب الأمة!

بلاغ تضامن مع نواب الأمة! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

 

دعونا من الفرحة بتأهل المنتخب الوطني إلى ربع نهاية الكان، إنها فرحة عابرة لا أقل ولا أكثر، وإنجاز “أسود الأطلس” لن يغطي على محنة “أسود القبة”، وحماس اللحظة لن ينسينا أحبابنا في الغرفة الأولى ممن يتعرضون، في الآونة الأخيرة، للتنكيل المعنوي دون أن يرف لنا جفن، أو تأخذنا الحمية لندافع عنهم أمام مد شعبويتنا المريضة.

اليوم سأدافع عن مجلس النواب. نعم، سأدافع عن أعضائه، وعن قاعاته، وعن كراسيه، وعن منصاته، وعن مطعمه، وعن قبته، وعن سياراته، وعن كل ما فيه وما ليس فيه.

ليس معقولا أن نترك هذه القبة الموقرة، بكل هالتها وهيبتها ورمزيتها، تحت هذا الوابل من القصف الشعبوي الرديء البذيء، الذي يرتوي من العدمية المقيتة.

ليس إنصافا أن نترك من هم تحت هذه القبة عرضة لكل هذا الكم من التجريح والتبخيس والتنقيص.

ليس عدلا أن نطلق العنان لألسنتنا وأقلامنا ولوحات مفاتيح هواتفنا وحواسيبنا لنصرف هذه العداوة الفطرية الساكنة في دواخلنا المريضة تجاه قوم كل ذنبهم أنهم نذروا حياتهم لتمثيلنا والسهر على مصالحنا، وبدل أن نكافئهم على معروفهم وإيثارهم صرنا نقتنص الفرص كي نشرع في التمثيل بهم، وبنفسيتهم، وبصورهم، وبقيمتهم، وبأدوارهم، وبكفاءتهم، وبالتزامهم، وبكل ما أوتوا من تفان.

ما تركنا نكتة، ولا سبة، إلا وسخرناها للسخرية منهم، والتشهير بهم، وتحطيم معنوياتهم، ومع ذلك تحملوا تفاهاتنا وما رف لنا جفن.

حتى الفوتوشوب، هذه التقنية النبيلة البريئة، مارسنا شططنا في استعمالها، فحولنا جماعة من الأبرياء الخدومين ناكري الذات إلى فرقة من قطاع الطرق، وإلى جماعة من الجشعين الكسالى الباحثين عن مصالحهم، دون وخزة ضمير.

ولأننا ألفنا فيهم الصبر والحلم والتغاظي عن الصغائر، تمادينا وبالغنا و”زدنا فيه” و”ضصرنا” إلى درجة لا تطاق، حتى صرنا نتدخل فيما لا يعنينا، ونطلق الغمز واللمز بشأن مستحقاتهم المادية. هل من وقاحة أكثر من هذه؟

ولأنهم كل مرة يغفرون لنا زلاتنا وهفواتنا، لم نفهم القصد من نبلهم، والمغزى من صبرهم، فتجاوزنا كل حدود اللياقة واللباقة حتى صرنا نحاسبهم على عرق جبينهم، ومنحنا أنفسنا الحق، بكل ما أوتينا من سفالة وصفاقة، في أن نطلب منهم التنازل عن تعويضات مرحلة البلوكاج.

لا ذنب لهؤلاء المساكين في هذا البلوكاج اللعين حتى نسترخص فيهم دريهمات قليلة، لا تكفي حتى لشقة صغيرة، والحال أن أغلبهم صرف الكثير من أجل أن ينال شرف تمثيلنا تحت القبة، وباسم القبة، فنرتاح نحن وهم يتعبون.

لو كانت في ضمائرنا ذرة امتنان لكنا آزرناهم في هذه المحنة غير المسبوقة.

لنطلق إذن حملة تضامن واسعة من أجل المطالبة بخطة وطنية مستعجلة لتشغيل النواب البرلمانيين.
لنقدم لهم يد العون لتأسيس جمعية باسم “الجمعية الوطنية لحملة المقاعد المعطلين بالمغرب”.
لنضغط معهم للمطالبة بحقهم الدستوري المشروع في “الإدماج المباشر” بعدما اجتازوا “المباراة” يوم 7 أكتوبر بنجاح.

لننزل معهم إلى الشارع، ونشارك معهم في الاعتصامات، دفاعا عن هذه الفئة المقهورة.
لنرفع معهم شعار “الأجر ها هو والعمل فينا هو…”، ونطالب لهم بمهام تتناسب مع حجم التعويضات، فقد سئموا الراحة المؤدى عنها.
هم محرجون جدا لأنهم سيتقاضون ملايين السنتيمات مقابل لا شيء، مع أن حضورهم يكفي، ووجوههم تكفي، وأسماؤهم تكفي.
لا تهتموا للأمر، فلا شيء يدعو إلى الحرج، ولا شيء يدعو إلى الخجل، ولا شيء يدعو إلى القلق، ولا شيء يدعو إلى أي شيء.
ذاك عربون محبة من الشعب إليكم… بالصحة والراحة “عمر”.

#مجرد_تدوينة