• هرس الطوموبيلات في الشارع بمراكش.. متابعة مول الفعلة في حالة اعتقال
  • تعطلات وكتنفخ على الصحافيين.. فوضى في العرض ما قبل الأول لفيلم “البوز” لدنيا بطمة
  • الفيدرالية الوطنية لنقابات أطباء الأسنان: الجمع بين مهمتي الصناعة والتركيب هو تدليس مع سبق الإصرار والترصد
  • منتدى الحوار البرلماني جنوب-جنوب.. دعوة إلى سن تشريعات تؤطر استخدام الذكاء الاصطناعي
  • التامك: إقرار النظام الأساسي الجديد هدفه رد الاعتبار لمهنة موظفي السجون… والمندوبية ستظل حازمة تجاه أي ممارسات غير مهنية
عاجل
الثلاثاء 29 أبريل 2025 على الساعة 18:12

بعد “الاثنين المظلم”.. الحكومة الإسبانية تشكل لجنة تحقيق والقضاء يفتح تحقيقا في “تخريب سيبراني”

بعد “الاثنين المظلم”.. الحكومة الإسبانية تشكل لجنة تحقيق والقضاء يفتح تحقيقا في “تخريب سيبراني”

شكلت الحكومة الإسبانية، اليوم الثلاثاء (29 أبريل) لجنة تحقيق في أسباب الانقطاع الشامل للكهرباء في شبه الجزيرة الإيبيرية، أمس الاثنين، فيما فتح القضاء تحقيقا بشأن “تخريب سيبراني” محتمل رغم استبعاد شركة الكهرباء هذه الفرضية.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي، بيدرو سانشيز، في مؤتمر صحافي، اليوم الثلاثاء، أنه “سيتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان عدم حدوث ذلك مجددا”، معلنا إنشاء لجنة تحقيق برئاسة وزارة التحول البيئي.

وأوضح أن “فنيي شبكة الكهرباء يواصلون تحليل نظامهم. ونتوقع تلقي نتائجهم الأولية خلال الساعات أو الأيام المقبلة”.

وأضاف سانشيز “لن يتم استبعاد أي فرضية حتى نحصل على نتائج هذه التحليلات”.

في موازاة ذلك، أعلن قاض في المحكمة الوطنية، وهي محكمة في مدريد مسؤولة عن أخطر القضايا، من بينها الإرهاب، فتح تحقيق في احتمال حدوث “تخريب سيبراني”.

وقال القاضي إن التحقيق هدفه “تحديد ما إذا كان انقطاع التيار الكهربائي أمس في شبكة الكهرباء الإسبانية، والذي أثر على البلاد بأكملها، يمكن أن يكون عملا تخريبيا سيبرانيا ضد بنى تحتية إسبانية حيوية، وإذا كان الأمر كذلك، يمكن تصنيفه جريمة إرهابية”.

بحلول منتصف النهار، استبعدت شركة الكهرباء الإسبانية فرضية الهجوم السيبراني.

وأكد مدير العمليات في الشركة إدواردو برييتو أنه “بناء على التحليلات التي تمكنا من إجرائها حتى الآن، يمكننا استبعاد وقوع حادث أمن سيبراني في منشآت شبكة الكهرباء”.

واستبعدت الحكومة البرتغالية هذه الفرضية أيضا، رغم أن أسباب الحادث غير المسبوق لا تزال بحاجة إلى توضيح. وأشارت شركة الكهرباء الإسبانية مساء الاثنين إلى “تذبذب قوي في تدفقات الطاقة” على شبكة الكهرباء “مصحوبا بخسارة كبيرة جدا في الإنتاج”، ما أدى إلى انفصال النظام الإسباني عن الشبكة الأوروبية.

في مؤتمره الصحافي الذي عقده بعيد ظهر الثلاثاء، نفى بيدرو سانشيز ارتباط الانقطاع الكبير للتيار الكهربائي بنقص الطاقة النووية في إسبانيا، رافضا الانتقادات التي وجهها خصوصا في هذا الصدد حزب فوكس اليميني المتطرف والتي تداولها أيضا العديد من المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني أن “أولئك الذين يربطون هذا الحادث بانعدام الطاقة النووية إما يكذبون وإما يظهرون جهلهم”.

وملف الطاقة النووية محور جدل سياسي في إسبانيا منذ أشهر، بعدما أعلنت الحكومة إغلاق اثنين من المفاعلات السبعة المتبقية والتي توفر 20% من الكهرباء، مقارنة بنحو 40% للطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

وبحسب شركة الكهرباء الإسبانية، فإن نظام الكهرباء الذي استعاد أكثر من 99% من طاقته صباح الثلاثاء، عاد إلى العمل بكامل طاقته بحلول منتصف النهار، تماما مثل الشبكة البرتغالية وفق شركة الكهرباء في البلد المجاور.

وقال سانشيز إنه في مواجهة انقطاع التيار الكهربائي، تم “فصل” محطات الطاقة النووية عن نظام الكهرباء الإسباني، مثل مصادر الكهرباء الأخرى، وبالتالي فإن “الإنتاج النووي لم يكن أكثر مرونة”.

وأضاف أن “محطات الطاقة النووية لم تكن حلا، بل كانت مشكلة” لأن “من الضروري إعادة توجيه كميات كبيرة من الطاقة إليها للحفاظ على استقرار مفاعلاتها”.

في شوارع أحياء مختلفة في إسبانيا، استقبل سكان عودة التيار مساء الاثنين بالتصفيق وصيحات الفرح بعد يوم طويل من دون كهرباء ترافق في غالب الأحيان مع انقطاع الانترنت وخدمة الهواتف النقالة.

وأدت عودة الكهرباء إلى استئناف حركة القطارات على العديد من الطرق الرئيسية، من بينها خط مدريد-إشبيلية وخط مدريد-برشلونة، بحسب شركة “رينفي” الوطنية.

وفي محطة أتوتشا في مدريد، كان الوضع معقدا صباح الثلاثاء، حيث انتظرت حشود الركاب اليائسين القطارات. وفي كل مرة يتم الإعلان عن مغادرة أحدها، يصفق المسافرون، بحسب ما لاحظ صحافيون في وكالة فرانس برس.

وأعادت الحانات والمتاجر في العاصمة فتح أبوابها تدريجا صباح الثلاثاء، لتعاود نشاطها الطبيعي بعد أن اضطر معظمها إلى الإغلاق باكرا الاثنين.

كما استقبل معظم المدارس الطلاب بشكل طبيعي، رغم أن النظام اللامركزي إلى حد كبير في إسبانيا يمنح سلطات واسعة للمناطق في اتخاذ القرارات بشأن هذه القضايا.

ويستخلص الإسبان دروسا من هذا الانقطاع المفاجئ للكهرباء، الذي أكد أهمية الاحتفاظ براديو ترانزستور وبطاريات وشموع في المنزل.

وقال ماركوس غارسيا، وهو محام من مدريد يبلغ 32 عاما، “كانت فترة ما بعد الظهر فترة راحة، استراحة من التكنولوجيا، انقطاع مفاجئ عن العالم. (…) نحن مستعدون لأي شيء منذ بداية الجائحة، بدا كل شيء أبسط”.

رغم ذلك، انتظر السكان بفارغ الصبر العودة الكاملة إلى الحياة الطبيعية في كل من إسبانيا والبرتغال بعد يوم طويل من الصعوبات تمثلت في توقف مترو الأنفاق والقطارات وازدحام الحافلات وتعطل الاتصالات.

وكالات