نظمت الكونفدرالية المغربية لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي (COMAIP) لقاء نوعيا جمع نخبة من الكفاءات الشابة العاملة في المهن الصناعية المرتبطة بالاقتصاد الأزرق، وذلك لتسليط الضوء على التحولات العميقة التي يشهدها قطاع الصيد البحري، وآفاقه الواعدة في أقاليم الجنوب.
وجاء هذا اللقاء، حسب بلاغ توصل به موقع “كيفاش”، تزامنا مع زيارة رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، لمدينة الداخلة يومي 2 و3 ماي 2025.
وشكل اللقاء، الذي تميز، حسب البلاغ ذاته، بحضور أطر ومهندسين ولوجستيين وتقنيين متخصصين من شركات عضوة بالكونفدرالية، إلى جانب كفاءات أجنبية من أوروبا وآسيا وإفريقيا، مناسبة لتأكيد الانفتاح الدولي للصيد البحري المغربي، ووزنه المتزايد محليا ودوليا، كما كان فرصة لعرض نتائج مخطط “أليوتيس”، الذي أطلق سنة 2009 برؤية ملكية استراتيجية، والذي شكل نقطة تحول حاسمة في هيكلة وتحديث القطاع.
وشدد المتدخلون على أهمية مواصلة إدماج آليات مبتكرة لتحقيق صيد مستدام وتعزيز القيمة المضافة، خاصة من خلال تمكين وحدات الصيد بالمياه المبردة (RSW) من تثمين منتجات البحر، بما فيها الأصناف التي كانت تُهمل سابقًا. وقد أفضت هذه الدينامية إلى رفع المردودية وتوسيع دائرة الأثر الاجتماعي والاقتصادي للصناعة.
وفي هذا الإطار، تم الإعلان عن انطلاق برنامج تدريبي طموح بمدينة الداخلة، تنطلق أولى دوراته يوم 19 ماي 2025، بشراكة مع مؤسسات جامعية وطنية ومبادرة “الجامعة البيلاجية” (Pelagic University)، التي أطلقتها الكونفدرالية. ويروم البرنامج تأهيل الكفاءات الشابة في مجالات التقنية والإدارة، عبر تكوينات متخصصة تستجيب لحاجيات القطاع، وتواكب تطوره السريع.
وأضاف ذات البلاغ، أن الكونفدرالية تعد فاعلا مركزيا في تطوير منظومة صناعية بحرية حديثة وفعالة، حيث يضم القطاع أكثر من 13,500 منصب شغل مباشر وغير مباشر، ويساهم في إدماج فئات واسعة من النساء والشباب، إذ تصل نسبة النساء العاملات في شركات الكونفدرالية إلى 60%.
كما أن أكثر من 30% من الساكنة النشيطة في جهة الداخلة وادي الذهب تعتمد على هذا القطاع كدخل رئيسي، مما يبرز مكانته كمحرك للتنمية والإدماج الاقتصادي.
وخلال اللقاء، قال أحد المهندسين الشباب مخاطبا رئيس الحكومة: “في السابق، كان كل طن من الأسماك يوفر عملا لـ20 شخصا. اليوم، بفضل دينامية أليوتيس، ارتفع الرقم إلى أكثر من 80 فرصة شغل، ضمن مشاريع صناعية مندمجة وذات قيمة مضافة عالية.”
ويضم التجمع الصناعي التابع لأرباب مراكب ومعامل صيد السمك السطحي حاليا أكثر من 250 مهندسا من خريجي أبرز المعاهد الوطنية، إلى جانب طواقم متمرسة في مجالات الإنتاج، الجودة، البحث، التطوير واللوجستيك، مما يعزز التموقع التنافسي للمغرب في الصناعات البحرية.