تشارك الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية في الدورة الـ 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب تحت شعار “مواكبة الانتقال الطاقي والبيئي للقطاع الفلاحي”.
وتجدد الوكالة، من خلال حضورها في هذا الملتقى، وتحديدا بالفضاء المخصص للعارضين المؤسساتيين، التأكيد على التزامها من أجل فلاحة مستدامة وخالية من الكربون، عبر حضور مؤسساتي وتقني وعلمي ضمن هذا الحدث البارز، المنظم إلى غاية 27 أبريل الجاري تحت شعار “الفلاحة والعالم القروي: الماء في قلب التنمية المستدامة”.
وفي هذا السياق، تسلط الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية الضوء على مختلف عروض خدماتها الموجهة للمهنيين في المجال الفلاحي، كما تساهم في البرنامج العلمي للملتقى من خلال المشاركة في النقاش حول موضوع النجاعة الطاقية في الفلاحة.
وتروم هذه المشاركة التذكير بالدور الاستراتيجي الذي تضطلع به النجاعة الطاقية في التدبير المستدام للطاقة والماء، وتعزيز تنافسية القطاع، ودعم الانتقال نحو فلاحة منخفضة الكربون.
وبالنظر إلى كون قطاع الفلاحة يمثل حوالي 8 بالمائة من الاستهلاك النهائي للطاقة على المستوى الوطني، تبرز رهانات رئيسية، حيث يواجه القطاع الفلاحي بالمغرب اليوم تحديا مزدوجا يتمثل في الرفع من إنتاجيته، مع التحكم في استهلاك الموارد المائية والطاقة.
وفي هذا السياق، تبرز النجاعة الطاقية كرافعة أساسية تستجيب للأولويات الاقتصادية والبيئية المتداخلة للقطاع.
ومن بين التدابير الأكثر نجاعة، اعتماد نظم السقي المقتصدة للماء، واستعمال المضخات العالية الأداء، واللجوء إلى مصادر الطاقة المتجددة، لاسيما الطاقة الشمسية، لتشغيل المعدات الفلاحية، فضلا عن الاستبدال التدريجي للتجهيزات والآليات بأخرى ذات أداء طاقي أفضل.
ومن خلال اعتماد تقنيات ذات نجاعة طاقية عالية، يمكن للفلاحين تقليص تكاليف الاستغلال بشكل ملحوظ، وتعزيز صمود أنشطتهم، وتحسين تنافسيتهم.
وتندرج جهود الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية في هذا الإطار من خلال عرض مندمج يشمل التشخيص الطاقي، والمواكبة التقنية، والدعم من أجل إيجاد حلول ملائمة.
ويعتبر نظام الضخ بالطاقة الشمسية مثالا جيدا لهذه الدينامية، حيث تم تجهيز أزيد من 60 ألف استغلالية فلاحية بهذه التقنية، التي تتيح تقليص كلفة ضخ مياه السقي إلى النصف، إلى جانب خفض كبير في انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بالقطاع.
كما تضع الوكالة التكوين في صلب استراتيجيتها، من خلال اقتراح وحدات تكوينية متخصصة في النجاعة الطاقية الفلاحية، وذلك بمركزها للتكوين الذي يتوفر على مختبرات للأعمال التطبيقية.
وتمكن هذه الدورات التكوينية الفلاحين والتقنيين والفاعلين الميدانيين من اكتساب المهارات اللازمة لتصميم واستغلال وتحسين أنظمة طاقية مندمجة، مثل التجهيزات الفلاحية، والضخ بالطاقة الشمسية، والسقي الدقيق، وتدبير غرف التبريد، وغيرها.
وفي سياق يتسم بتفاقم ندرة الموارد وتذبذب أسعار الطاقة، تواصل الوكالة المغربية للنجاعة الطاقية مهمتها كفاعل عمومي ملتزم من أجل انتقال طاقي وبيئي شامل للقطاع الفلاحي.