فرح الباز
شرع موقع ويكيليكس، منذ يوم الجمعة الماضي (19 يونيو)، في نشر أزيد من 61 ألف من الاتصالات السرية للدبلوماسية السعودية، في إطار عميلة سميت “الكابلات السعودية”، والتي تهدف إلى الكشف عن 500 ألف وثيقة في المجموع خلال الأيام القليلة المقبلة، وتتضمن اتصالات سرية مع سفارات المملكة حول العالم.
وفي أول رد فعل لها بعد نشر الوثائق، دعت وزارة الخارجية السعودية مواطنيها إلى تجنب تصفح أي موقع إلكتروني بغرض الحصول على وثائق أو معلومات مسربة قد تكون غير صحيحة بقصد الإضرار بأمن الوطن.
ومن بين هذه المراسلات 170 وثائق متعلقة بالمغرب، والصادرة عن سفارة السعودية في الرباط، ومن ضمنها وثيقة مصنفة في خانة “سري”، موقعة من قبل الاستخبارات العامة السعودية، تتحدث عن المناصب الحساسة في الحكومة المغربية، والتي “ظلت في يد رجالات القصر”، كوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية، والأمانة العامة للحكومة والوزارة المنتدبة في الدفاع.
هذه الوثيقة أشارت إلى أن بعض المناصب الوزارية الكبيرة داخل حكومة عبد الإله ابن كيران، مجرد مناصب شكلية لترضية أصحابها، ويتعلق الأمر بوزارة الدولة بدون حقيبة التي كان على رأسها المرحوم عبد الله باها، ووزارة الخارجية التي تولاها سعد الدين العثماني، الذي وصفته الوثيقة بكونه مجرد واجهة لتصريف القرارات.
ومن بين الوثائق المسربة وثيقة تتحدث عن “الفتور الواضح” الذي ساد العلاقات المغربية الموريتانية، وعرضت الوثيقة مجموعة “من المؤشرات” على هذا “الفتور”، من بينها “البرود” الذي أستقبل به وزير الدولة المرحوم عبد الله باها، خلال زيارته إلى نواكشوط للمشاركة في المؤتمر الوطني الثاني لحزب “تواصل”، وعدم لقائه بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز.
وأرجعت الوثيقة سبب هذا الفتور في العلاقة بين البلدين إلى “اختلاف مواقف البلدين في بعض القضايا الإقليمية والعربية”، مشيرة إلى اختلاف مواقف البلدين من الأزمة الليبية، “إذ كان المغرب من أشد المعارضين لنظام القذافي وقدم الدعم للثوار، بينما تمسكت موريتانيا بمساندة القذافي، كما أن المغرب يعارض بشده نظام الأسد”.
ومن ضمن الوثائق المنشورة أيضا في موقع “ويكليكس”، رسالة تعود إلى شهر ماي من سنة 2012، موجهة من محمد عبد العزيز زعيم البوليساريو إلى العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، يطالبه فيها بالتدخل لدى الملك محمد السادس “للكف عن إطالة أمد النزاع في الصحراء”، حسب تعبير الوثيقة.
وطلب زعيم البوليساريو في رسالته من العاهل السعودي “التدخل لدى الملك محمد السادس للشروع الجاد في التفاوض مع الجبهة”، خاصة “أمام حالة الانسداد الكبير” في مسار تسوية النزاع حول الصحراء المغربية.
كما تضمنت “الكابلات السعودية” برقية للسفارة السعودية في الرباط، حول انزعاج المغرب من المقال الذي نشرته صحيفة الحياة يوم الجمعة 14/12/2012، بعنوان “دولة متكاملة في مخيمات البوليساريو في تندوف تنتظر الاستفتاء”، الوثيقة أكدت انزعاج سعد الدين العثماني، وزير الخارجية السابق، من المقال، وأفادت بأن الصحيفة على استعداد لنشر أي رد من حكومة المغرب تعبر فيه عن موقفها إذا رغبت.
كما تضمنت الوثائق المسربة العديد من قرارات الموافقة على زواج مواطنين سعوديين بمغربيات في المغرب، الصادرة عن وزارة الداخلية السعودية.
