• الشعباني: لاعبو نهضة بركان في أتم الجاهزية وسنحاول تحقيق نتيجة إيجابية
  • المستشار الخاص للرئيس الأمريكي: نعمل على تنزيل رؤية الرئيس ترامب وجلالة الملك بخصوص حل قضية الصحراء وتطوير العلاقات الثنائية
  • تتويج مستحق للأشبال.. الكان مغربي بامتياز
  • كان يخضع لإجراءات التحقق من الهوية.. فتح بحث قضائي في وفاة شخص أمام سوق الجملة بالبيضاء
  • المستشار الخاص لترامب: الموقف الأمريكي من قضية الصحراء صريح جدا ولا يتخلله أي شك أو أي لبس
عاجل
الجمعة 19 يوليو 2024 على الساعة 15:03

الدبلوماسية المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس.. ربع قرن من الحكمة الملكية

الدبلوماسية المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس.. ربع قرن من الحكمة الملكية

خلال ربع قرن من الزمن، برهنت الحكمة الملكية في توجيه الدبلوماسية المغربية عن حنكة متفردة في تدبير الأزمات وابتكار الفرص وتنويع الشركاء، 25 عاما تموقع فيها المغرب بين الدول ذات السيادة والإشعاع على المستوى الدولي.
وبمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد، موقع “كيفاش” يستحضر الثوابت والخصال التي تمتح منها الدبلوماسية المغربية خلال ربع قرن تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.

الحكمة الملكية

محمد بودن، الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، قال في تصريح لموقع “كيفاش”، إنه “على مدار 25 عاما استطاعت المملكة المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس أن تضاعف مكاسبها الدبلوماسية وتنال التقدير والاحترام في الشرق والغرب ولدى دول الشمال و الجنوب”.

ويرى بودن، أن “المملكة المغربية بقيادة ملكية حكيمة تمكنت من تطوير شخصية دولية جديدة للمغرب عبر خلق التوازن بين الواقعية والانفتاح في التعامل مع مشهد دولي وإقليمي أكثر تشابكا ويشهد منافسة أكبر بين القوى الدولية الكبرى ولهذا الغرض عملت المملكة المغربية على تثبيت عناصر الاستمرارية في سياستها الخارجية العريقة لكنها في نفس الوقت قامت بتعديل بعض التوجهات والمفاهيم قصد الاستجابة للتحولات الجيوسياسية الدولية و استكشاف مجالات جديدة للشراكة والتعاون فضلا عن إضافة عناصر متجددة للتأثير بما يصب في توسيع المجال الحيوي والاستراتيجي للبلاد في مختلف الفضاءات الجيوسياسية العالمية”.

رأسمال الدبلوماسية المغربية

وأبرز الخبير في الشؤون المعاصرة، أن “الرؤية الملكية الرأسمال الدبلوماسي والاستراتيجي للمملكة المغربية وأثمرت العديد من المكاسب والإنجازات لمصلحة مكانة المغرب المستحقة ومصالحه العليا والدائمة، نظرا لما يتمتع به جلالة الملك محمد السادس من رؤية جيو سياسية رفيعة وإحاطة عميقة بموازين القوى وإدراك دقيق لواقع المشهد الدولي وبعد نظر وحكمة في التفاعل مع المواقف والتطورات”.

وسجل الخبير والمحلل السياسي، أن “جلالة الملك محمد السادس خلال 25 عاما قدم توجيهاته لخمس وزراء للشؤون الخارجية وعدد من الوزراء المنتدبين وكتاب الدولة في تنفيذ أهداف السياسة الخارجية للمملكة المغربية”.
‎5 ميزات
وأبرز الخبير، أن الدبلوماسية المغربية قد عملت بسياسة المراحل في محطات عديدة لكنها معروفة لدى الهيئات الدبلوماسية الدولية والإقليمية بخمس ميزات على الأقل:
الدبلوماسية المغربية أثبتت قدرتها على مواجهة التحديات بالصرامة المطلوبة وفي نفس الآن لديها مهارة في تدشين فصول جديدة في العلاقات الدولية للمغرب وفق محددات واضحة.
تتمتع الدبلوماسية المغربية بشعبية كبيرة في الأوساط الدولية بفضل المكانة الدولية لجلالة الملك و دينامية المشاركة المغربية في مختلف المنتديات الدولية مما انعكس على ثقة عدد من دول العالم في مواقف المغرب ومبادراته بشأن بعض القضايا ذات الأهمية.
تتميز الدبلوماسية المغربية بإقران الأقوال بالأفعال وقد تجسدت هذه السمة في العديد من محطات تضامن المملكة المغربية مع أشقائها وأصدقائها لا سيما في العالم العربي وإفريقيا.
تؤمن الدبلوماسية المغربية بالفرص التي تقترن بالتحديات ولذلك يجرؤ المغرب بواقعيته المعهودة على اغتنامها من أجل تنويع خياراته ويمكن في هذا الإطار اعتبار المبادرة الملكية الأطلسية التي تشمل دول الساحل ومشروع خط أنابيب الغاز نيجيريا – المغرب نموذجا لهذا المنطق الدبلوماسي الخلاق والواعد.
في القضايا الدولية تعتمد الدبلوماسية المغربية على أسلوب موجه نحو التوافق والحلول السلمية والعمل الجماعي والدفاع عن مقاصد القانون الدولي وأحيانا النأي بالنفس لما يتطلب الوضع ذلك.

‎5 ثوابت
وتتوفر المملكة المغربية، حسب محمد بودن، على خمس ثوابت وعناصر استمرارية رئيسية في سياستها الخارجية، جردها كالآتي:
يتوفر المغرب على مقاربة ثابتة حول السلام في المنتظم الدولي ويدعو إلى ذلك دوما ويمكن أن نستحضر في هذا الإطار الموقف المغربي المتأصل حول القضية الفلسطينية مسيرة السلام في الشرق الأوسط وارتباط السلام بالتنمية في إفريقيا.
يركز المغرب على احترام الدول للقانون الدولي وعدم اللجوء لاستعمال القوة وينادي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
يوسع المغرب باستمرار شبكة الأصدقاء والحلفاء الذين يمكن العمل معهم وقد وفر هذا النهج نفوذا أكبر لسياسة المغرب الخارجية تجاه الدول الخمس الكبرى ( الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، روسيا، المملكة المتحدة وفرنسا) فضلا عن إسبانيا وألمانيا ودول بمجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وغيرها من الدول في إفريقيا و أوروبا وأمريكا اللاتينية و الكارايبي وآسيا.
وفقا للرؤية المؤطرة لعمل الدبلوماسية المغربية يعمل المغرب باستمرار من أجل أمن واستقرار إفريقيا و الفضاء الأورو متوسطي في إطار جهود مكافحة مختلف التهديدات و المخاطر لا سيما الإرهاب وتدفقات الهجرة غير النظامية.
في نهاية المطاف يشتغل المغرب على أساس جوهري وهو حماية المصالح المغربية وعلى رأسها الوحدة الترابية وسيادة المغرب على صحرائه ومنذ أن قرر جلالة الملك محمد السادس تقديم مقترح بشأن تخويل الأقاليم الجنوبية حكما ذاتيا في إطار السيادة المغربية سنة 2007 والذي يمثل فرصة تاريخية لمختلف الأطراف، حقق الاتجاه الدولي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي طفرة متزايدة على مستوى مجلس الأمن بحيث قدمت مختلف الدول الفاعلة شهادات قوية على عدم واقعية وهم الانفصال وعلى وجاهة وجدية ومصداقية المخطط المغربي والذي يحضى بدعم حوالي 110 بلد في العالم فضلا عن عدم اعتراف 164 بلد في العالم بجبهة البوليساريو و فتح 30 دولة لقنصلياتها العامة بكل من العيون و الداخلة خلال النصف الأول من العشرية الحالية لحكم جلالة الملك محمد السادس.

مقومات وعوامل تفوق
وفي مقابل الثوابت والميزات، انطلقت الدبلوماسية المغربية خلال عهد جلالة الملك من مقومات نوعية وعوامل تفوق واضحة في سياستها الخارجية تزيد من انخراطها و قدرتها على الإقناع و تأثيرها الإقليمي من خلال تنويع الشركاء واليد الممدودة تجاه الجوار والالتزام المغربي بقضايا إفريقيا والجنوب، يوضح بودن.
وخلص الخبير في الشؤون المعاصرة، إلى أنه “خلال عقدين ونصف أظهرت المملكة المغربية إرادة قوية لتوسيع عناصر دورها الإقليمي القيادي ومن الواضح أن جلالة الملك محمد السادس مستمر في تحقيق ما تسعى إليه المملكة المغربية والتعامل مع الديناميات الدولية وسحبها الداكنة بحكمة وواقعية”.