قال الملك محمد السادس إن القارة الإفريقية “تمر اليوم بمرحلة حاسمة، تتسم بتعدد أبعاد ما تشهده من تحولات، ترسم معالم قارة إفريقية تموج بتغيرات متسارعة، وتنأى بنفسها تدريجيا عن كل التصورات النمطية والصور السلبية المغلوطة، التي ظلت لصيقة بها”.
واعتبر الملك، في رسالة وجهها إلى المشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى كرانس مونتانا، التي تحتضنها مدينة الداخلة، أن القارة الإفريقية تشكل “فضاء زاخرا بالفرص والإمكانات، وتمتلك أعلى نسبة من الشباب في العالم”.
وأكد الملك، في رسالته التي تلاها ينجا الخطاط رئيس مجلس جهة الداخلة -وادي الذهب، أن شباب القارة “ثروة ديمغرافية مهمة ينبغي تدبير تأهيلها بحكمة وتبصر”.
وأشار الملك إلى أنه من شأن التطور الديمغرافي الذي تعرفه القارة، الذي وصفه بـ”الهائل”، من شأنه أن يحدث “تحولا كبيرا سيغير مجرى الأمور، لا على صعيد إفريقيا فحسب، بل يمتد إلى كل جهات المعمور”.
كما يشكل هذا الرصيد البشري، حسب نص الرسالة الملكية، “ركيزة أساسية للتنمية، وفرصة ثمينة يتعين على قارتنا استثمارها للحاق بركب القوى الصاعدة”.
ودعت الرسالة الملكية إلى حشد كل طاقات القارة، و”إقامة شراكات مبتكرة، تعود بالنفع على جميع الأطراف المنخرطة فيها”.
كما أشادت الرسالة الملكية بإقامة المنتدى كل سنة في مدينة الداخلة، لافتا إلى ما تحظى به المدينة من “مكانة متميزة في تاريخ المغرب، فضلا عن موقعها الاستراتيجي الفريد، باعتبارها صلة وصل بين المملكة المغربية وعمقها الاستراتيجي الإفريقي”.
هذا وأعرب الملك عن ارتياحه لما وصل إليه منتدى كرانس مونتانا، مع تعاقب دوراته، من “نضج كبير وإشعاع واسع، حيث أضحى محفلا دوليا رئيسيا يحج إليه كبار صانعي القرار السياسي، وشخصيات مرموقة تمثل مجتمع الأعمال وعالم الفكر والمجتمع المدني من شتى المشارب، بالإضافة إلى نخبة من صناع الرأي من مختلف بقاع العالم”.
