
في المغرب، وفقط في هذا البلد، نشر مقالات عن “همجية” الإخوان يدفع البعض إلى تصنيفك في خانة الخونة والكفار والعلمانيين الملعونين إلى يوم الدين. أما إذا فكرت ونشرت مقالات عن “طغيان” المعارضة فيصفك البعض الآخر بالإرهاب والوقوف ضد المشترك الإنساني، إلى أن يصلوا إلى قناعة أنك سلفي تكفيري تخطط لهجمات على البنتاغون.
كل هذه الاتهامات تتم في غياب لأي تبصر ورؤية محايدة للوضع في مصر، خصوصا راه ما عندناش فيها النص، وما غاديش نورثو الأهرامات، للعلم فقط.
مصر لها أهلها وساستها، لها أبناؤها وبناتها الذين يدافعون عنها، رغم أنهم أظهروا قدرا كبيرا من السطحية والسداجة في تسيير أمور دولتهم، بدليل صور المجازر التي تقع في الشارع وقرارات بعض الساسة ورجال الدين والعسكر.
مصر انتقلت من نظام الإخوان، الذي كان يتهم كل من عارضه بالكفر والعداء للإسلام (اللي بغا الدليل يرجع لتسجيلات القنوات المصري)، إلى نظام عملاء الأمريكان، والذي يقوده البرادعي، خصوصا إذا تذكرنا فترة رئاسته للوكالة الدولية للطاقة الذرية وصياغته تقارير ضد العراق اكتشف بعد غزو البلد أنها كاذبة، وهو ما أكدته الولايات المتحدة الأمريكية بعد انتهاء الحرب، وهي وصمة عار غير مشرفة في مسار مصري فاز بـ”جائزة نوبل للسلام”
مصر انتقلت إلى بلد شهداء الثورة وشهداء الثورة المضادة، والشهداء الحامين لثورة الشرعية، وشهداء شارع محمد علي، رغم أن الدين رمى المسلمين المتقاتلين في النار، وهو حديث للرسول عليه أزكى الصلاة والسلام.. ماشي كلامي بلا تكفير ووعيد.
والآن، ولتوضيح الصورة، فمن يريد الدفاع عن الإخوان فما عليه إلا أن يتجه لميدان رابعة العدوية ويعتصم مع “إخوانه” المصريين، ومن يريد الدفاع عن العسكر فليتوجه إلى ميدان التحرير ويعتصم مع “رفاقه” المصريين، ومن يريد إنتاج الكلام الفارغ والتحليلات المفلسة والتكفير والتخوين فليبقى في “فايس بوك” وفي تعاليق المواقع يصدع لينا راسنا بالهضرة الخاوية، لأنه لا يستطيع التضحية بجسده من أجل فكرة يؤمن بها كيفما كانت.
ها العار باركة من الشجاعة الافتراضية، سيرو جاهدو أو ناضلو، على حساب المعني بالأمر، باش لبلاد تخوا شوية من المتطرفين من الطرفين، راه المملكة المغربية ليست مصر.