فرح الباز
قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، إن حزب العدالة والتنمية لا ينتمي إلى مدرسة الإخوان المسلمين، وأنه ليس تيارا دينيا، بل تيارا سياسي، ذو مرجعية إسلامية، لكنه ليس تيارا دعويا.
وأكد ابنكيران، في مقابلة مع موقع قناة “الحرة”، أن “حزب العدالة والتنمية ليس حزبا حاكما في المغرب، لأن رئيس الدولة المغربية هو الملك”، مضيفا: “قلت للمغاربة منذ البداية إن أرادوا رئيس حكومة يصطدم بملكهم فليبحثوا عن شخص آخر”.
وخلال اللقاء، رفض ابن كيران التعليق على فترة حكم الاخوان في مصر، وقال إنها “فترة انتهت”، مشيرا إلى أن “تقييم هذه المرحلة سيأتي بعد أن يتضح بالضبط ما الذي وقع”.
وردا عن سؤال حول غياب المغرب عن عضوية منظمة “الاتحاد الإفريقي”، قال ابن كيران إن المنظمة اتخذت “موقفا غير معقول وغير موضوعي بسماحها بدخول دولة غير موجودة من الناحية العملية إلى صفوفها (جبهة البوليساريو). وكان وراء دخولها أشخاص معروفون بعدائهم للمغرب”. وأضاف ابن كيران: “نحن ننتظر أن يُصحح هذا الوضع لنرجع إلى عضويتنا في المنظمة”.
وطالب رئيس الحكومة الجزائرَ بـ”أن يحكّموا العقل والمنطق والمبادئ التي تجمعنا ويتصرفون وفقها. ولو فعلوا هذا لفتحوا الحدود اليوم قبل الغد”، واصفا استمرار إغلاق الحدود بين البلدين بـ”الأمر غير الطبيعي”.
وعن “الاستثناء المغربي” خلال الربيع العربي، قال ابن كيران إن “الديمقراطية التي نعيشها يمكن أن تُنتقد، لكن تثير فضول الناس ويتابعونها. والتجربة لا تزال مستمرة”.
وفي معرض رده عن سؤال حول علاقة إسلامي حزب العدالة والتنمية مع الملك محمد السادس، قال ابن كيران إن “حزب العدالة والتنمية ليس حزبا حاكما في المغرب.. نحن حزب يترأس الحكومة فقط، ورئيس الدولة المغربية هو جلالة الملك.. نحن نترأس الحكومة ولدينا صلاحيات محددة في الدولة”، مضيفا أن “الملكية في المغرب شيء تقليدي وقديم.. ولا يمكن أن ينجح المغرب بدون تعاون بين المؤسسة الملكية والبرلمان والحكومة، وهذا هو توجهنا أن تكون علاقتنا مع المؤسسة الملكية على أفضل ما يرام، وخصوصا أنا”.
وهاجم ابن كيران بعض الصحافيين في المغرب، قائلا: “الصحافيون ليسوا سواء، بعضهم يشتغل بمهنية ومصداقية وبعضهم يأخذ عمولات ويكتب ضدي تحت الطلب”، مردفا: “بعض المواقع الإلكترونية اتخذتني مؤخرا خصما لها وبدأت تحاول أن تشوّه الصورة بأي وسيلة، لكن الصحف التي تنتقدني (ولو بشكل قاس أحيانا) بنوع من الإنصاف أتفاعل معها ولا أنزعج أبدا من انتقاداتها”.
وعن الاتهامات التي توجهها بعض الجمعيات الحقوقية إلى المغرب بكبت الحريات والاستمرار في الاعتقال السياسي، قال ابنكيران: “أتحدى أي شخص أن يخرج ويعطينا حالات عن شخص نزل إلى الشارع وعبر عن رأيه وتم اعتقاله. بطبيعة الحال حينما يتم خرق القانون، فهذا شيء آخر. والمغاربة يكتبون وينتقدون من بدا لهم، خصوصا رئيس الحكومة الذي ينال النصيب الأكبر من هذه الانتقادات”.
وحول ما إذا ما كانت هناك تيارات دينية أساءت إلى الإسلام والمسلمين في الغرب، قال ابن كيران: “صحيح أن بعض الأشخاص أعطوا صورة مرعبة ورهيبة عن الإسلام، لكن على الدول والحكومات تحمل مسؤوليتها في التأطير الديني الصحيح”.
ووصف عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، العلاقات المغربية الأمريكية بـ”المحدودة”، رغم وجود اتفاقية التبادل الحر بين البلدين، مشيرا إلى أن الدخول إلى السوق الأميركية يتطلب “مهارات وكفاءات لا تتوفر بعد لكثير من الشركات المغربية”.
