• مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات .. الأميرة للا حسناء تحضر بنيس مأدبة عشاء أقامها الرئيس الفرنسي
  • لقاء الأجيال في قلب المعسكر.. تكريم رسمي مميز لأسود الأطلس السابقين (صور)
  • بفضل دعم الجامعة الملكية لكرة القدم.. لبؤات الأطلس أبرز المرشحات للتتويج بكأس إفريقيا
  • هرّس باب دائرة أمنية .. الأمن يوقف مهاجرا غير نظامي في حالة تخدير في المحمدية
  • مصالح الأمن الوطني.. تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية
عاجل
الإثنين 28 أكتوبر 2013 على الساعة 11:44

أرفض فكرة «الجبهة الديمقراطية»

أرفض فكرة «الجبهة الديمقراطية» يونس دافقير [email protected]
يونس دافقير dafkirt@yahoo.fr
يونس دافقير
[email protected]

لا تبدو لي الدعوة إلى «إحداث جبهة ديمقراطية في مواجهة حكومة ابن كيران» فكرة صائبة، وفي المقابل قد أعتقد أن الأجدى للحداثيين وحلفائهم المحافظين الديمقراطيين، هو تشكيل «جبهة مجتمعية ضد المحافظة الأصولية».

وثمة على الأقل ثلاث أسباب تدعوني إلى عدم الإرتياح لفكرة «الجبهة الديمقراطية» التي أطلقها مصطفى بكوري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة:

أول هذه الأسباب أنها تنطوي في تسميتها على حمولة احتكارية – إقصائية، تقوم على نزع الصفة الديمقراطية عن أحزاب توجد في الحكومة، ومهما بلغت اختلافاتنا مع العدالة والتنمية أو حلفائه الحكومين، سيكون صعبا جدا القول بأنها أحزاب غير ديمقراطية. ومن جهة ثانية، تبدو الفكرة مهزوزة في إمكانيات تسويقها، إنها تكرس الوجدان السائد في الشارع وأوساط الطبقة الوسطى وحتى بعض المحسوبين على اليسار، ومفاده أن هناك «مؤامرات» تحاك ضد التجربة الحكومية لحزب العدالة والتنمية.

ثم إن الحكومات تواجه بالمعارضات المؤسساتية في البرلمان، وفي بعض الأحيان قد تتحالف الحركات الإجتماعية مع المعارضة في الشارع في التقاء موضوعي حول هذا المطلب أو ذاك، والأجدى للتعبير عن مثل هذه الحالات هي مفاهيم التنسيق أو التعاون بين قوى المعارضة أو بينها وبين الحركات الاجتماعية..

وأظن أن الأقرب للحالة المغربية، والتي هي على كل حال جزء من جغرافيا المتغيرات السياسية الإقليمية الجديدة، هو تشكيل «جبهة مجتمعية ضد المحافظة الأصولية»، ولهذا التوصيف أكثر من ميزة، فهو يفتح الباب أمام إمكانية التحاق أحزاب توجد في الحكومة بهذه الجبهة كما الحال مثلا بالنسبة لحزب التقدم والاشتراكية دون أن يغادر مواقعه الوزارية، كما أن هذه الجبهة بهذا المعنى توسع من مجال خصومها، لأنه سيكون من الخطأ تركيز كل الاهتمام عى العدالة والتنمية، وتجاهل قوى أكثر أصولية مثل العدل والإحسان والتعبيرات السلفية الجديدة وحتى بقايا الإيديولوجيات الجهادية.

وبالنسبة لي، فإن فكرة «الجبهة الديمقراطية ضد حكومة ابن كيران» تكرس الفقر الفكري الذي صارت تعانيه قوى الحداثة، إنها اليوم مجرد منتجة للشعارات السياسية، وهي تنجر يوما بعد آخر إلى التعابير السوقية في خطابها المعارض، ومنذ نهاية سنوات التسعينات، لم تعد صاحبة إنتاج فكري يزاحم الأصولية في سوق الخطاب الذي صارت اللحي والبرقع موضته السائدة. وفي المقابل فإن «الجبهة المجتمعية» هي دعوة إلى التصالح مع ماض كانت فيه قوى الحداثة تنتج خطابا قادرا علي التعبئة وتوليد الحلم بغذ أفضل.