قررت الشركة المغربية Artcoustic studios المتخصصة في صناعة الرسوم المتحركة، لاسيما تلك المُوجّهة للتثقيف والتنوير، إطلاق موسم جديد من برنامج “أجي تفهم” في “قالب مبتكر”.
وقالت الشركة، في بلاغ لها توصل به موقع “كيفاش”، إن هذه الخطوة تأتي “التزاماً منها بإغناء المحتوى الرقمي الهادف، وسيراً على نهج الجودة الذي يُشكّل مبدأً أساسياً من مبادئها”.
ويتناول الموسم الجديد من سلسلة “أجي تفهم” صفحات من تاريخ المغرب، بدءً من القرن السابع قبل الميلاد إلى يومنا هذا، بالاعتماد على الأسلوب المعتاد، ستسلط الحلقات الثمانية الضوء بالتفصيل على جوانب عديدة من تاريخ المنطقة لاسيما الصراعات وتغيرات خرائط المغرب على مر التاريخ.
كما ستعرج السلسلة، حسب البلاغ، على أهم الصراعات والانقسامات الداخلية والخارجية التي ساهمت في الوصول إلى الوضع الحالي في المنطقة. كل هذا مدعّم بدلائل تاريخية حيث استند الفريق العلمي والفنّي على مجموعة من الوثائق التاريخية (صور وثائق ونصوص وعُملات ورسومات ومخطوطات الخ.) تحمل مجموعة من المعلومات المهمة والتي يصعب الوصول إليها وتحليلها تحليلا أكاديميا دقيقا ومحايدا.
وأكدت الشركة أن كل المعلومات المُستقاة من هذه المصادر تمّ تقديمها بشكل مُبسّط يجعلها مفهومة وسهلة الاستيعاب لكل فئات الجمهور حيث سيُطرح العمل بالدارجة المغربية إضافة إلى الترجمة إلى العربية الفصحى والفرنسية والإنجليزية والإسبانية.
وأشار المصدر ذاته إلى أن هذه السلسلة الجديدة اشتغل عليها فريق يضمّ أكثر من 40 شخصا من عدة تخصصات، من البحث والكتابة التي استغرقت أكثر من 8 أشهر، إلى إخراج ورسم وتحريك المشاهد والشخصيات بشكل قريب من الواقع قدر الإمكان، من حيث الملامح واللباس وغير ذلك من التفاصيل، وذلك استنادا للوثائق والمراجع المُعتمدة.
وكشف الشركة أن المؤرخ الأستاذ الدكتور محمّد نبيل مُلين، كبير الباحثين في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي (CNRS)، أشرف على الجانب العلمي من هذا العمل.
ولفتت إلى أن ملين “قام بمجهود كبير لجمع وغربلة وتحليل مختلف المصادر المتوفرة والدراسات الأكاديمية المتاحة، حتى تصل إلى الجمهور معلومات موثقة بدقة ورسوم قريبة من الحقيقة وخرائط تعكس الواقع وتحليل رصين ومتوازن يحترم المعايير الدولية”.
وسيتناول الموسم الأول من السلسلة، حسب البلاغ ذاته، تاريخ العلاقات المغربية الجزائرية من العهد الفينيقي إلى يومنا هذا، عبر مسألة الحدود، وقد حصدت الحلقة الأولى التي بثت يوم 4 نونبر 600 ألف مشاهدة في 24 ساعة فقط.
وأكدت الشركة أن هذا المشروع يصبو إلى “تقديم مختلف جوانب تاريخ المغرب وذلك بطريقة علمية وسلسة. فبفضل الجمع بين الرسوم والخرائط والوثائق والسرد ولائحة من المصادر والمراجع يُمكن للجمهور العريض الوقوف على الأحداث والمؤسسات والرّموز التي شكّلت ماضي المملكة وما زالت تُؤثّر على حاضرها”.
فالهدف، يقول البلاغ، “ليس فرض سردية كبرى، والتي ستكون بالضرورة سطحية وخطية واقصائية بل تزويد المواطنات والمواطنين بتاريخ علمي يظهر بطريقة غير مُقيّدة تنوع المشارب وتعدد المسارات وتعقيدات الوقائع إثراء للحسّ النقدي”.