أثناء الاستقبال الملكي للوفد الأمريكي الإسرائيلي، مساء أمس الأربعاء في القصر الملكي في الرباط، أثارت صورة كبيرة كانت معلقة في الصالة التي تم فيها الاستقبال إعجاب المغاربة، واسترعت انتباه أعضاء الوفد الذي ترأسه عن الجانب الأمريكي، جاريد كوشنير، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي، وعن الجانب الإسرائيلي، مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي لإسرائيل.
روابط خاصة
وترجم استقبال الملك محمد السادس للوفد الأمريكي الإسرائيلي الروابط الخاصة التي تجمع بين الملك والجالية اليهودية المقيمة في المغرب، وأيضا تلك المقيمة في إسرائيل.
جذور دينية
وبالعودة إلى صورة الشجرة، يقول فضيلة الشيخ محمد جيجي، الباحث في الشؤون الدينية ومقدم برامج دينية على إذاعة ميد راديو، إن “الشجرة تجسد الملوك العلويين وارتباطهم بالنسب الشريف”.
وأوضح الدكتور جيجي، في تصريح لموقع ” كيفاش” أن “نسب الملك محمد السادس، النفس الزكية، يرجع إلى الحسن، سبط رسول الله، إلى الجد الأكبر الرسول صلى الله عليه وسلم”، وأضاف “الصورة تجسد الجذور النبوية، التي يعتبرها الفقهاء من شروط إمارة المؤمنين”.
دلالات
ويقول الباحث في الشؤون الدينية إن للصورة دلالات رمزية ودينية عميقة، تترجم افتخار الملك محمد السادس، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالدين الإسلامي الحنيف”.
معاملة خاصة
وشدد المتحدث ذاته، على أن “الملوك المغاربة كانت عندهم دائما علاقات متينة مع اليهود، باعتبار أنهم في الفقه المالكي يسمون أهل ذمة”، واردف “المغاربة اعطوا قيمة كبيرة لليهود، واعطوا المثال الجيد في التعايش معهم والمعاملات التجارية بينهم، ونجد ذلك في كتاب ” محمد الخامس واليهود المغاربة” لصاحبه اليهودي المغربي “روبير أسراف”، وأيضا في كتاب “فاس”، الذي يجسد المكانة التي كان يحظى بها اليهود المغاربة في البلاط السلطاني”.
مكانة تاريخية
وأبرز مقدم البرامج الدينية في إذاعة ميد راديو، أن ” مكانة اليهود في المملكة المغربية، امتدت من مؤسس الدولة العلوية، المولى الرشيد في العام 1666، ومع جميع ملوك الدولة العلوية”.
وختم الفقيه والشيخ محمد جيجي بالقول إن “العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين المغرب واليهود ليست أمرا جديدا ولا وليدة اللحظة، فهي معروفة في المغرب منذ القدم، وحافظت عليها الشجرة الشريفة عبر مر الزمن”.