انصبّت تدوينات عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على موضوع “البوربوار”، كجزء لا يتجزأ من التعاملات في المطاعم، المقاهي، والحمامات وحتى في بعض المتاجر والخدمات، وبين حراس السيارات والدراجات النارية.
لكن يبقى السؤال المطروح، هل “البوربوار” هو لفتة تقدير تُمنح حسب الرغبة، أم أنه تحول إلى عبء إضافي على الزبون، خصوصا مع ارتفاع تكاليف المواد الاستهلاكية، والتضخم المستشري في العالم، أو أحيانًا إلى نوع من الابتزاز غير المعلن.
وتشير العديد من التعليقات، على منصات التواصل الاجتماعي، بعضُها مرفقة بالهاشتاغات، إلى تطور هذه العادة في المغرب، من خيار حر إلى شبه التزام، حيث يُتوقع من الزبون دفع الإكرامية بغض النظر عن جودة الخدمة، حيث كتب أحدهم ” السرباي عندو الخلصة ديالو تبارك الله.. رجع بنادم قبل مايخروج من الدار خصو يفكر شحال هيعطي ن سيرفور شحال هيعطي ن العساس … زيادة على ثمن شراء الحاجة لي باغيها و هادشي ما انزل الله به من سلطان لي قادر يعطي كيعطي و لي مقدارشي كياكل و ينوض فحالو و يدعي بالله يعاون و الله يسر “.
ودوّن آخر في رأي معارض “اولا على حسب المعاملة، ثانيا اعطيه على حسابك نتينا ماشي على حسابو هو، ولا على حساب بشحال كليتي او شربتي… في نهاية المطاف، نتينا كتعطيها لسيدي ربي ..”.
النادل بين الخدمة والابتزاز
وظهرت تدوينات تميز بين الجنس والنوع من بينها: “الى كانت دريا والله لشجعتها على الخدامي فالقهاوي خصوصا الى كان خاصني ضروري نريح ف دك القهوة لي خدامة فيها سرباية … اما فالغالب نكون فقهوة فيها راجل ويلا كانت القضية دايرا ضروري تشجعو على خدمة لحلال”
وتذهب بعض الاراء إلى أنك تجد نفسك قبل الخروج من المنزل مضطرًا للتفكير ليس فقط في ثمن ما ستشتريه، ولكن أيضًا في المبلغ الذي ستمنحه للنادل، الحارس، أو حتى الأشخاص الذين يقدمون خدمات بسيطة. الأمر الذي يزيد العبء المالي على الزبائن، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
أصبح بعض العاملين في المطاعم والمقاهي يربطون جودة الخدمة بحجم “البوربوار” المتوقع. الزبائن الذين يقدمون إكرامية سخية يحصلون على معاملة خاصة، بينما يُنظر إلى الآخرين بازدراء أو تجاهل. هذا السلوك يثير تساؤلات حول مفهوم المهنية واحترام العميل بغض النظر عن قدرته المادية.
عدوى البوربوار
وظاهرة الإكرامية لم تقتصر على النادل فقط، بل انتقلت إلى “العساس” أو حارس السيارات.
أصبح من الطبيعي أن تجد نفسك مطالبًا بدفع مبلغ معين مقابل خدمة غير واضحة أو حتى غير ضرورية في بعض الأحيان، هذا السلوك يزيد من الضغط الاجتماعي ويخلق شعورًا بالابتزاز، حيث يخشى البعض من عواقب عدم الدفع.
لذلك يبقى السؤال: هل “البوربوار” ضرورة أم اختيار؟